الاثنين، 9 نوفمبر 2009

قل امنت بالله ثم استقم

قل آمنت بالله ثم استقمعن أبي عمرو وقيل أبي عمرة سفيان بن عبدالله رضي الله عنه قال "قلت يا رسول الله قل لي في الإسلام قولًا لا أسأل عنه أحدًا غيرك قال قل آمنت بالله ثم استقم" رواه مسلم‏.‏هذا الحديث خرجه مسلم من رواية هشام بن عروة عن أبيه عن سفيان وسفيان هو ابن عبدالله الثقفي الطائفي له صحبة، وكان عاملا لعمر بن الخطاب على الطائف وقد روي عن سفيان بن عبدالله من وجوه أخر بزيادات فخرجه الإمام أحمد والترمذي وابن ماجه من رواية الزهري عن محمد بن عبدالرحمن بن ماعزوعند الترمذي من رواية عبدالرحمن بن ماعز عن سفيان بن عبدالله قال قلت يا رسول الله حدثني بأمر أعتصم به قال قل ربي الله ثم استقم قلت يا رسول الله ما أخوف ما تخاف على فأخذ بلسان نفسه قال هذا وقال الترمذي حسن صحيحوخرجه الإمام أحمد والنسائي من روايةعبدالله بن سفيان الثقفي عن أبيه أن رجلًا قال يا رسول الله مرني بأمر في الإسلام لا أسأل عنه أحدًا بعدك قال قل آمنت بالله ثم استقم قلت فما أتقي فأومأ إلى لسانه وقال سفيان بن عبدالله للنبي صلى الله عليه وسلم قل لي في الإسلام قولًا لا أسأل عنه أحد بعدك طلب منه أن يعلمه كلاما جامعا لأمر الإسلام كافيا حتى لا يحتاج بعده إلى غيره فقال له النبي صلى الله عليه وسلم قل آمنت بالله ثم استقم وفي الروايةالأخرى قل ربي الله ثم استقم هذا منتزع من قوله عز وجل‏{‏إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُواتَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ الْمَلائِكَةُ أَلاَّ تَخَافُوا وَلا تَحْزَنُواوَأَبْشِرُوا بِالْجَنَّةِ الَّتِي كُنتُمْ تُوعَدُونَ‏}‏ فصلت، وقوله عزوجل ‏{‏إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا فَلا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ‏.‏ أُوْلَئِكَ أَصْحَابُ الْجَنَّةِ خَالِدِينَ فِيهَا جَزَاء بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ‏}‏الأحقاف‏.‏وخرج النسائي في تفسيره من رواية سهيل بن أبي حزم حدثنا ثابت عن أنس فقال قد قالها الناس ثم كفروا أن النبي صلى الله عليه وسلم قرأ ‏{‏إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا‏}‏فمن مات عليها فهو من أهل الاستقامة وخرجه الترمذي ولفظه فقال قد قالهاالناس ثم كفر أكثرهم فمن مات عليها فهو ممن استقام وقال حسن غريب وسهيل تكلم فيه منقبل حفظه‏.‏وقال أبو بكر الصديق في تفسيره ثم استقاموا قال لم يشركوا بالله شيئًا، وعنه قال لم يلتفتوا إلى إله غيره، وعنه قال ثم استقاموا على أن الله ربهم وعن ابن عباس بإسناد ضعيف قال نص آية في كتاب الله قالوا ربنا الله ثم استقاموا على شهادة أن لا إله إلا الله وروى نحوه عن أنس ومجاهد والأسود بن هلال وزيد بن أسلم والسدي وعكرمة وغيرهم وروي عن عمر بن الخطاب أنه قرأ هذه الآية علىالمنبر ‏{‏إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا‏}‏ فصلت‏.‏فقال لم يروغوا روغان الثعلب وروي علي بن أبي طلحة عن ابن عباس في قوله تعالى ‏{‏إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا‏}‏فصلت قال استقاموا على أداءفرائضه وعن أبي العالية قال ثم أخلصوا له الدين والعمل وعن قتادة قال استقاموا على طاعة الله‏.‏وكان الحسن إذا قرأ هذه الآية قال اللهم أنت ربنا فارزقنا الاستقامة ولعل من قال أن المراد الاستقامة على التوحيد إنما أراد التوحيد الكامل الذي يحرم صاحبه على النار وهو تحقيق معنى لا إله إلا الله فإن الإله هو المعبودالذي يطاع فلا يعصي خشية وإجلالًا ومهابة ومحبة ورجاء وتوكلًا ودعاء والمعاصي قادحة كلها في هذا التوحيد لأنها إجابة لداعي الهوى وهو الشيطان قال الله عز وجل ‏{‏أَفَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلَهَهُ هَوَاهُ‏}‏ الجاثية‏.‏قال الحسن وغيره هو الذي لا يهوى شيئًا إلا ركبه هذا ينافي الاستقامة على التوحيد وأما على رواية من روى قل آمنت بالله فالمعنى أظهر لأن الإيمان يدخل فيه الأعمال الصالحة عند السلف ومن تابعهم من أهل الحديث وقال الله عز وجل ‏{‏فَاسْتَقِمْ كَمَا أُمِرْتَ وَمَن تَابَ مَعَكَ وَلاَ تَطْغَوْاْإِنَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ‏}‏هود -- فأمره أن يستقيم ومن تاب معه وأن لا يجاوزوا ما أمروا به وهو الطغيان وأخبر أنه بصير بأعمالكم مطلع عليها قال تعالى ‏{‏فَلِذَلِكَ فَادْعُ وَاسْتَقِمْ كَمَا أُمِرْتَ وَلاتَتَّبِعْ أَهْوَاءهُمْ‏}‏الشورى‏.‏وقال قتادة أمر محمد صلى الله عليه وسلم أن يستقيم على أمر الله‏.‏وقال الثوري على القرآن وعن الحسن قال لما نزلت هذه الآية شمر رسول الله صلى الله عليه وسلم فما رؤي ضاحكًا‏.‏خرجه ابن أبي حاتم وذكر القشيري عن بعضهم أنه رأى النبي صلى الله عليه وسلم في المنام فقال له يا رسول الله قلت شيبتني هود وأخواتها فما شيبك منها قال قوله‏{‏فَاسْتَقِمْ كَمَا أُمِرْتَ‏}‏ هود‏.‏وقالعز وجل ‏{‏قُلْ إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ مِّثْلُكُمْ يُوحَى إِلَيَّ أَنَّمَاإِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ فَاسْتَقِيمُوا إِلَيْهِ وَاسْتَغْفِرُوهُ‏}‏ فصلت‏.‏وقد أمر الله تعالى بإقامة الدين عمومًا كما قال ‏{‏شَرَعَ لَكُم مِّنَ الدِّينِ مَا وَصَّى بِهِ نُوحًا وَالَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ وَمَا وَصَّيْنَا بِهِ إِبْرَاهِيمَ وَمُوسَى وَعِيسَى أَنْ أَقِيمُوا الدِّينَ وَلا تَتَفَرَّقُوا فِيهِ كَبُرَ عَلَى الْمُشْرِكِينَ مَاتَدْعُوهُمْ إِلَيْهِ‏}‏الشورىوأمر بإقامة الصلاة في غير موضع من كتابه كما أمر بالاستقامة على التوحيد في نيتك الآيتين والاستقامة في سلوك الصراط المستقيم وهو الدين القويم من غير تعويج عنه يمنة ولا يسرة ويشمل ذلك فعل الطاعات كلها الظاهرة والباطنة وترك المنهيات كلها كذلك فصارت هذه الوصية جامعة لخصال الدين كلها وفي قوله عزوجل‏{‏فَاسْتَقِيمُوا إِلَيْهِ وَاسْتَغْفِرُوهُ‏}‏ فصلت‏.‏إشارة إلى أنه لا بد من تقصير في الاستقامة المأمور بها فيجير ذلك الاستغفار المقتضي للتوبة والرجوع إلى الاستقامة فهو كقول النبي صلى الله عليه وسلم لمعاذ اتق الله حيثما كنت وأتبع السيئة الحسنة تمحها وقد أخبر النبي صلى الله عليه وسلم أن الناس لن يستطيعوا الاستقامة حق الاستقامة كما خرجه الإمام أحمد وابن ماجه من حديث ثوبان عن النبي صلى الله عليه وسلم قال استقيموا ولن تحصوا وأعلموا أن خير أعمالكم الصلاة ولا يحافظ على الوضوءإلا مؤمن‏.‏وفي رواية الإمام أحمد رحمه الله سددوا وقاربوا ولا يحافظ على الصلاة إلا مؤمن‏.‏وفي الصحيحين عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال سددوا وقاربوا فالسداد هو حقيقة الاستقامة وهو الإصابة في جميع الأقوال والأعمال والمقاصد كالذي يرمي إلى غرض فيصيبه وقد أمر النبي صلى الله عليه وسلم عليًا أن يسأل الله عز وجل السداد والهدى وقال له اذكر بالسداد تسديدك السهم وبالهدى هدايتك الطريق والمقاربة أن يصيب ما قرب من الغرض إذا لم يصب الغرض نفسه ولكن بشرط أن يكون مصممًا على قصد السداد وإصابة الغرض فتكون مقاربته عن غير عمد‏.‏ويدل عليه قول النبي صلى الله عليه وسلم في حديث الحكم ابن حزم الكلبي أيها الناس إنكم لن تعملوا ولن تطيقوا كل ما أمرتكم ولكن سددوا وأبشروا والمعني اقصدوا التسديد والإصابة والاستقامة فإنهم لو سددوا في العمل كله لكانوا قد قعلوا ما أمروا به كله فأصل الاستقامة استقامة القلب على التوحيد كما فسرأبو بكر الصديق وغيره قوله إن الذين قالوا ربنا الله ثم استقاموا (فصلت )بأنهم لم يلتفتوا إلى غيره فمتى استقام القلب على معرفة الله وعلى خشيته وإجلاله ومهابته ومحبته وإرادته ورجائه ودعائه والتوكل عليه والإعراض عما سواه استقامت الجوارح كلهاعلى طاعته فإن القلب هو ملك الأعضاء وهي جنوده فإذا استقام الملك استقامت جنوده ورعاياه،وكذلك فسر قوله تعالى‏{‏فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفًا‏}‏الروم -- بإخلاص القصد لله وإرادته لا شريك له وأعظم ما يراعي استقامته بعد القلب من الجوارح اللسان فإنه ترجمان القلب والمعبر عنه ولهذا لما أمر النبي صلى الله عليه وسلم بالاستقامة وصاه بعد ذلك بحفظ لسانهففي مسند الإمام أحمد عن أنس عن النبي صلى الله عليه وسلم قال لا يستقيم إيمان عبد حتى يستقيم قلبه ولا يستقيم قلبه حتى يستقيم لسانه وفي رواية الترمذي عن أبي سعيد مرفوعًا وموقوفا إذا أصبح ابن آدم فإن الأعضاء كلها نفكر اللسان فتقول اتق الله فينا فإنما نحن بك فإن استقمت استقمنا وإن اعوججت اعوججنا‏.__________________

الثلاثاء، 2 يونيو 2009

- من آداب الدعاء00

- من آداب الدعاء00
ومن الأدب أن ندعو الله دعاءً مُجمَلاً نطلب فيه حاجتنا، وأن نعلنَ فيه أدبَنا، كما في أدعيةِ الأنبياء السابقة، فهي أدعيةٌ مجملةٌ فيها الأدب في الطلب من الله.. فهذا أحد الصحابة سمع ابنه يدعو: اللهم إني أسألك الجنة التي على يمين الداخل في جنات عدن، فقال: يا بني: حجَّرت واسعًا، قل اللهم ارزقني الجنة وفي الجنة تجد العطاءَ، ما تشتهيه الأنفس وتلذ الأعين.. أي: يجب علينا أن نطلب من الله- عز وجل- بأدبٍ في العبارة، واللهُ كريمٌ يعلم ما في القلوب، حتى ولو لم تسعفنا العبارة، فقد دخل رجل على الإمام الشافعي يعوده وهو مريض، فقال للإمام الشافعي داعيًا له: أسأل الله أن يُشْفِيَك (أخطأ العبارة؛ لأن يُشْفِيك تعني يهلكك أو يقربك من الهلاك) وهو لا يقصد، فالصحيح أن يقول: أسأل الله أن يَشْفِيك، فقال الإمام الشافعي: اللهم بقلبه لا بلسانه.ومن أدب الدعاء أيضًا أن لا يخالط الدعاء شكٌّ في الإجابة، وعدم أكل الحرام، وعدم استكثار الدعاء، فيجب مراجعة النفس قبل الدعاء، فهذا سيدنا عمر- رضي الله عنه- يقول: أما إني لا أحمل همَّ الإجابة؛ فالله قد تكفل بها، ولكني أحمل همَّ الدعاء، فإذا رُزقت الدعاء أخذت الإجابة، وهو- رضي الله عنه- يقول: فواللهِ ما ألهمك اللهُ الدعاء إلا لأنه أراد أن يعطيك.إذًا.. يجب أن نرميَ همومَنا على الله عز وجل ونقرأَ آية الدعاء بتدبر ونتوجَّهَ إلى المُعطي الغني القوي ﴿وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ﴾ (البقرة: 186) وبالمثال يتضح المقال: الصحابة- رضوان الله عليهم- يسيرون في فتح من الفتوح ومعهم رجل من الكرام البررة- أصحاب القلوب الموصولة بالله- أصحاب الدعاء المستجاب؛ لذلك فكان كل قواد الفتوح يريدون شخصًا من الأشخاص أصحاب الدعاء المستجاب.. أحد القواد يقول: وجود محمد بن واسع في الجيش معي أفضل عندي من اثني عشر ألف مقاتل.وكان مع هذا الغزو العلاء بن الحضرمي- رضي الله عنه- (وهو رجل مقبول الدعاء وقلبه موصول بالله)، فلما نفد ماء الجيش بحث الجيش عن الماء في كل مكان فلم يجدوا، وانقطعت الأسباب المادية ولم يبقَ إلا أن يأخذوا بالأسباب الربانية.ولم يكن في السماء أثرٌ لسحابةٍ، فجاءت سحابةٌ فوقفت على الجيش وفتحت ينابيع الخير وأنزلت مياهها، شرب الجيش واغتسلوا وملأوا أوانيَهم وشربت مواشيَهم وحملوا مياهًا عظيمةً تنفعهم ببركة دعاء رجل صالح موصول القلب بالله عرف الآية واقترب منها ﴿وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ﴾ (البقرة: 186).وفي نفس الغزوة نفد طعام الجيش، فذهب الجيش إلى العلاء بن الحضرمي وقالوا لقد عوَّدك ربك بالدعاء خيرًا، فسَلْ ربك، فقال: اللهم أطعمهم، فأرغى البحر وأزبد ورمى بحوت ضخمٍ في حجم الناقة العظيمة تقوَّت الجيش به عشرين يومًا وعادوا ببعض الطعام منه ليطعموا أمير المؤمنين عمر- رضي الله عنه.ووقعت الواقعة وجاء القتال واستأسد الأعداء، فقال الجيش: يا علاء لقد عوَّدك ربُّك بالدعاء خيرًا، فارفع كفَّيك إلى مولاك، فقال: اللهم انصر عبادك واهزم أعداءَك واجعلني أولَ شهيد في هذا اليوم، فانتصَر الجيش وكان العلاء أول شهيد.وها هي الكُرب التي نزلت بأمتنا، والغمّ والهمّ الذي فرضه الظالمون على أمتنا، فنحن نتمنى بعضًا من الحرية، وبعضًا من الكرامة، وبعضًا من العدل وبعضًا من الغنى، فهيا بنا نرفع أكفَّ الدعاء لله عز وجل ونسأله سبحانه وتعالى أن يعزَّ أمتَنا وأن يقيِّضَ لها مَن يجمعها على كتابه وسنة رسوله، وأن يُبرمَ لهذه الأمة أمرَ رشدٍ يعز فيه أهل طاعته ويذل فيه أهل معصيته ويؤمر فيه بالمعروف ويُنهى فيه عن المنكر ويُحكم فيه بكتابه.
اللهم إنا نسألك ربنا أن تغيِّر حال المسلمين إلى أحسن حال، وأن تغيِّر ما حلَّ بهم من أهوال، وصلَّى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

السبت، 11 أبريل 2009

الربح الحقيقى

عندما نعيش لذواتنا فحسب، تبدو لنا الحياة قصيرة ضئيلة، تبدأ من حيث بدأنا نعي، وتنتهي بانتهاء عمرنا المحدود
أما عندما نعيش لغيرنا، أي عندما نعيش لفكرة، فإن الحياة تبدو طويلة عميقة، تبدأ من حيث بدأت الإنسانية وتمتد بعد مفارقتنا لوجه هذه الأرض !!
إننا نربح أضعاف عمرنا الفردي في هذه الحالة، نربحها حقيقة لا وهمآ، قتصور الحياة على هذا النحو، يضاعف شعورنا بايامنا وساعاتنا و لحظاتنا. و ليست الحياة بعد السنين، ولكنها بعداد المشاعر. وما يسميه " الواقعيون " في هذه الحالة " وهما " هو في الواقع " حقيقة " أصح من كل حقائقهم!.. لأن الحياة ليست شيئا آخر غير شعور الإنسان بالحياة. جرد أي إنسان من الشعور بحياته تجرده من الحياة ذاتها في معناها الحقيقي! ومتى أحس الإنسان شعورآ مضاعفا بحياته، فقد عاش حياة مضاعفة فعلا...
يبدو لي أن المسألة من البداهة بحيث لا تحتاج إلى جدال !...
إننا نعيش لأنفسنا حياة مضاعفة، حينما نعيش للآخرين، وبقدر ما نضاعف إحساسنا بالآخرين، نضاعف إحساسنا بحياتنا، ونضاعف هذه الحياة ذاتها في النهاية!.

الاثنين، 6 أبريل 2009

عندما نلمس الجانب الطيب في نفوس الناس، نجد أن هناك خيرا كثيرا قد لا تراه العيون أول وهلة!... لقد جربت ذلك.. جربته مع الكثيرين.. حتى الذين يبدو في أول الأمر أنهم شريرون أو فقراء الشعور...شيء من العطف على أخطائهم وحماقاتهم، شيء من الود الحقيقي لهم، شيء من العناية- غير المتصنعة- باهتماماتهم وهمومهم... ثم ينكشف لك النبع الخير في نفوسهم، حين يمنحونك حبهم ومودتهم وثقتهم، في مقابل القليل الذي أعطيتهم إياه من نفسك، متى أعطيتهم إياه في صدق وصفاء وإخلاص. إن الشر ليس عميقآ في النفس الإنسانية إلى الحد الذي نتصوره أحيانا. إنه في تلك القشرة الصلبة التي يواجهون بها كفاح الحياة للبقاء.. فإذا أمنوا تكشفت تلك القشرة الصلبة عن ثمرة حلوة شهية.. هذه الثمرة الحلوة، إنما تتكشف لمن يستطيع أن يشعر الناس بالأمن من جانبه، بالثقة في مودته، بالعطف الحقيقي على كفاحهم وآلامهم، و على أخطائهم او على حماقاتهم كذلك.. وشيء من سعة الصدر في أول الأمر كفيل بتحقيق ذلك كله، أقرب مما يتوقع الكثيرون.. لقد جربت ذلك، جربته بنفسي. فلست أطلقها مجرد كلمات مجنحة وليدة أحلام وأوهام!...
من كلمات الشهيد سيد فطب

الأحد، 5 أبريل 2009

مواقف من حياة النبي صلى الله عليه وسلم

مواقف من حياة النبي صلى الله عليه وسلم

وهذه بعض من المواقف العظيمة من حياة نبينا محمد - صلى الله عليه وسلم - حتى نتعلم منه- صلى الله عليه وسلم - ونتخذه أسوة حسنه لنا، ونقتدي به في جميع أمورنا وأحوالنا .،:· العفو : - في السنة الثامنة من الهجرة نصر الله عبده ونبيه محمدا-صلى الله عليه وسلم- على كفار "قريش"، ودخل النبي- صلى الله عليه وسلم- "مكة المكرمة" فاتحًا منتصرًا، وأمام الكعبة المشرفة وقف جميع أهل "مكة"، وقد امتلأت قلوبهم رعبًا وهلعًا، وهم يفكرون في حيرة وقلق فيما سيفعله معهم رسول الله- صلى الله عليه وسلم- بعد أن تمكن منهم، ونصره الله عليهم، وهم الذين آذوه، وأهالوا التراب على رأسه الشريف وهو ساجد لربه، وهم الذين حاصروه في شعب أبي طالب ثلاث سنين، حتى أكل هو ومن معه ورق الشجر، بل وتآمروا عليه بالقتل -صلى الله عليه وسلم- ، وعذبوا أصحابه أشد العذاب، وسلبوا أموالهم، وديارهم، وأجلوهم عن بلادهم ، لكن رسول الله- صلى الله عليه وسلم- قابل كل تلك الإساءات بالعفو والصفح والحلم قائلاً: "يا معشر قريش، ما ترون أني فاعل بكم ؟ قالوا : خيرًا، أخ كريم وابن أخ كريم، فقال-صلى الله عليه وسلم- : "اذهبوا فأنتم الطلقاء" . - ذات يوم كان رسول الله-صلى الله عليه وسلم- يسير مع خادمه "أنس بن مالك"، وكان النبي- صلى الله عليه وسلم- يلبس بردا نجرانيا يعني رداء كان يلتحف به ، ونجران بلد بين الحجاز واليمن ، وكان طرف هذا البرد غليظا جدًا ، فأقبل ناحية النبي- صلى الله عليه وسلم- أعرابي من البدو فجذبه من ردائه جذبًا شديدًا، فتأثر عاتق النبي- صلى الله عليه وسلم- ، (المكان الذي يقع ما بين المنكب والعنق) من شدة الجذبة، ثم قال له في غلظة وسوء أدب : يا محمد أعطني من مال الله الذي عندك، فتبسم له النبي الكريم- صلى الله عليه وسلم- في حلم وعفو ورحمة، ثم أمر له ببعض المال .· الشجاعة : - بعد أن فتح الله "مكة" على رسوله- صلى الله عليه وسلم- دخلت القبائل العربية في دين الله أفواجًا إلا أن بعض القبائل المتغطرسة المتكبرة وفي مقدمتها "هوازن" و"ثقيف" رفضت الدخول في دين الله، وقررت حرب المسلمين، فخرج إليهم النبي- صلى الله عليه وسلم- في اثني عشر ألف من المسلمين، وكان ذلك في شهر "شوال" سنة (8 ﻫ)، وعند الفجر بدأ المسلمون يتجهون نحو وادي "حنين"، وهم لا يدرون أن جيوش الكفار تختبئ لهم في مضايق هذا الوادي، وبينما هم كذلك انقضت عليهم كتائب العدو في شراسة، ففر المسلمون راجعين، ولم يبق مع النبي في هذا الموقف العصيب إلا عدد قليل من المهاجرين، وحينئذٍ ظهرت شجاعة النبي- صلى الله عليه وسلم- التي لا نظير لها، وأخذ يدفع بغلته ناحية جيوش الأعداء، وهو يقول في ثبات وقوة وثقة : "أنا النبي لا كذب .. أنا ابن عبد المطلب"، ثم أمر النبي- صلى الله عليه وسلم- عمه "العباس" أن ينادي على أصحاب النبي- صلى الله عليه وسلم- فتلاحقت كتائب المسلمين الواحدة تلو الأخرى، والتحمت في قتال شديد مع كتائب المشركين، وما هي إلا ساعات قلائل حتى تحولت الهزيمة إلي نصر مبين . ذات ليلة سمع أهل المدينة صوتًا أفزعهم، فهب المسلمون من نومهم مذعورين وحسبوه عدوًا يتربص بهم، ويستعد للهجوم عليهم في جنح الليل فخرجوا ناحية هذا الصوت ، وحين كانوا في الطريق قابلوا النبي- صلى الله عليه وسلم- راجعًا راكبًا فرسه بدون سرج ويحمل سيفه ، فطمأنهم النبي- صلى الله عليه وسلم- وأمرهم بالرجوع بعد أن استطلع الأمر بنفسه- صلى الله عليه وسلم- فلم تسمح مروءة النبي - صلى الله عليه وسلم - وشجاعته أن ينتظر حتى يخبره المسلمون بحقيقة الأمر .

· الجود والكرم : - لقد كان رسول الله- صلى الله عليه وسلم- أجود الناس، وأكرم الناس، وما سأله أحد شيئًا من متاع هذه الدنيا إلا أعطاه- صلى الله عليه وسلم- ، حتى إن رجلاً فقيرًا جاء إليه- صلى الله عليه وسلم- يطلب صدقة فأعطاه النبي غنمًا كثيرة تملأ ما بين جبلين ، فرجع الرجل إلي قومه فرحًا سعيدًا بهذا العطاء الكبير، وأخذ يدعو قومه إلى الإسلام، واتباع النبي الكريم، وهو يخبرهم عن عظيم سخاء النبي- صلى الله عليه وسلم- ، وغزارة جوده وكرمه فهو يعطي عطاء من لا يخاف الفقر أو الحاجة . فعن أنس قال : "ما سئل رسول الله- صلى الله عليه وسلم- على الإسلام شيئًا إلا أعطاه . قال فجاءه رجل فأعطاه غنمًا بين جبلين فرجع إلي قومه فقال : يا قوم أسلموا فإن محمدًا يعطي عطاءً لا يخشى الفاقة" (رواه مسلم)· الأمانة : عرف النبي- صلى الله عليه وسلم- بين أهل "مكة" قبل الإسلام بالاستقامة والصدق والأمانة فلقبوه بالصادق الأمين، وكان النبي- صلى الله عليه وسلم- موضع ثقة أهل "مكة" جميعًا؛ فكان كل من يملك مالاً أو شيئًا نفيسًا يخاف عليه من الضياع أو السرقة يودعه أمانة عند رسول الله- صلى الله عليه وسلم- ، وكان النبي- صلى الله عليه وسلم- يحافظ على هذه الأمانات، ويردها إلى أصحابها كاملة حين يطلبونها، وعندما اشتد أذى الكفار له- صلى الله عليه وسلم- أذن الله له بالهجرة إلى "المدينة"، وكان عند النبي- صلى الله عليه وسلم- أمانات كثيرة لهؤلاء الكفار وغيرهم، لكن الأمين- صلى الله عليه وسلم- لم يهاجر إلا بعد أن كلف ابن عمه علي ابن أبي طالب أن يمكث في مكة ليرد تلك الأمانات إلى أهلها، في حين كان أصحاب تلك الأمانات يدبرون مؤامرة لقتل النبي- صلى الله عليه وسلم

الجمعة، 3 أبريل 2009

الافتتاحيه

ان الله يحمى العبد من الدنيا كما يحمى احدكم ولده لون النصمن الطعام والشراب